كَلِمَةُ فَضِيلَة القَاضِي العَلَّامَةِ الدُّكْتُور/ عَبْدُالمُؤمِن عَبْدُالقَادِر عَلِي شُجَاع الدِّين
رَئِيسُ مَجْلِسِ القَضَاءِ الأَعْلَى
الإِخْوَةُ وَالأَخَوَاتُ، زُوَّارَ المَوْقِعِ الإِلِكْتُرُونِيِّ لِمَجْلِسِ القَضَاءِ الأَعْلَى،
السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ،
يَسُرُّنِي أَنْ أُرَحِّبَ بِكُمْ أَجْمَلَ تَرْحِيبٍ عَبْرَ هَذِهِ المِنَصَّةِ الرَّقْمِيَّةِ، الَّتِي نَسْعَى مِنْ خِلَالِهَا إِلَى تَعْزِيزِ التَّوَاصُلِ مَعَ المُوَاطِنِينَ، وَتَقْدِيمِ خَدَمَاتٍ قَضَائِيَّةٍ مُبْتَكَرَةٍ، وَتَسْلِيطِ الضَّوْءِ عَلَى مَسِيرَةِ التَّغْيِيرِ وَالبِنَاءِ الَّتِي يَقُودُهَا مَجْلِسُ القَضَاءِ الأَعْلَى فِي سَبِيلِ تَحْقِيقِ العَدَالَةِ النَّاجِزَةِ وَتَرْسِيخِ سِيَادَةِ القَانُونِ.
إِنَّ رُؤْيَتَنَا فِي مَجْلِسِ القَضَاءِ الأَعْلَى تَنْطَلِقُ مِنْ إِيمَانٍ عَمِيقٍ بِأَنَّ القَضَاءَ هُوَ عِمَادُ الدَّوْلَةِ القَوِيَّةِ وَمَصْدَرُ الثِّقَةِ وَالأَمَانِ لِلْمُجْتَمَعِ. وَمِنْ هَذَا المُنْطَلَقِ، وَضَعْنَا عَلَى عَاتِقِنَا مَسْؤُولِيَّةَ التَّغْيِيرِ الإِيجَابِيِّ عن طريق تَطْوِيرِ العَمَلِ القَضَائِيِّ، إِدَارِيًّا وَتِقْنِيًّا، لِتَحْقِيقِ أَعْلَى مُسْتَوَيَاتِ الكَفَاءَةِ وَالشَّفَافِيَّةِ والإنجاز.
وَإِنَّنَا فِي هَذَا السِّيَاقِ نسعى إلى تحقيق أَهْدَافٍ اِسْتِرَاتِيجِيَّةٍ تَشْمَلُ:
1. التَّطْوِيرُ الإِدَارِيُّ: وذلك بتَعْزِيزُ الأَدَاءِ المُؤَسَّسِيِّ دَاخِلَ الهيئات القَضَائِيَّةِ مِنْ خِلَالِ تَحْدِيثِ الْهَيَاكِلُ التَّنْظِيمِيَّةُ، وَإِرْسَاءِ مُمَارَسَاتٍ إِدَارِيَّةٍ مُبْتَكَرَةٍ، وَاعْتِمَادِ مَعَايِيرِ الحَوْكَمَةِ الرَّشِيدَةِ الَّتِي تَكْفُلُ تَحْقِيقَ أَعْلَى دَرَجَاتِ النَّزَاهَةِ وَالشَّفَافِيَّةِ والإنجاز.
2. التَّطْوِيرُ التِّقْنِيُّ: إِدْخَالُ تِقْنِيَّاتٍ حَدِيثَةٍ تُسَاهِمُ فِي تَسْهِيلِ الإِجْرَاءَاتِ القَضَائِيَّةِ، وَتَمْكِينِ المُوَاطِنِينَ مِنَ الوُصُولِ إِلَى العَدَالَةِ بِسُهُولَةٍ عَبْرَ تَطْبِيقَاتٍ إِلِكْتُرُونِيَّةٍ مُتَقَدِّمَةٍ، بِمَا يُوَاكِبُ تَطَلُّعَاتِ التَّحَوُّلِ الرَّقْمِيِّ في الإجراءات القضائية والعمل القضائي والخدمات القضائية.
3. التَّغْيِيرُ وَالبِنَاءُ: إِعَادَةُ بِنَاءِ الثِّقَةِ بَيْنَ القَضَاءِ وَالمُجْتَمَعِ عَبْرَ تَطْوِيرِ البِنْيَةِ التَّحْتِيَّةِ لِلْمَحَاكِمِ، وَتَأْهِيلِ الكَوَادِرِ القَضَائِيَّةِ وَالمِهْنِيَّةِ والخدمية، مَعَ التَّرْكِيزِ عَلَى مُكَافَحَةِ الفَسَادِ وَنَشْرِ ثَقَافَةِ الاِلْتِزَامِ بِالقَانُونِ واحترامه.
4. العَدَالَةُ النَّاجِزَةُ: عن طريق تَبْسِيطُ إِجْرَاءَاتِ التَّقَاضِي وَتَقْرِيبُ العَدَالَةِ لِلْمُوَاطِنِينَ، مَعَ تَكْثِيفِ الجُهُودِ لِلْحَدِّ مِنْ تَعَثُّرِ القَضَايا، وَالإِسْرَاعِ فِي الفَصْلِ بِالقَضَايَا المُتَعَثِّرَةِ، بِمَا يَضْمَنُ تَعْزِيزَ ثِقَةِ المُجْتَمَعِ بِالقَضَاءِ وَتَحْقِيقَ مَبْدَأِ العَدَالَةِ النَّاجِزَةِ.
أَيُّهَا الإِخْوَةُ وَالأَخَوَاتُ، إِنَّ رِسَالَتَنَا هَذِهِ تَتَطَلَّبُ تَعَاوُنًا وَتَكَامُلًا بَيْنَ جَمِيعِ المعنيين والمهتمين، بِمَن فِيهَم القَضَاة، وَالمُحَامُونَ، وَالمُجْتَمَعُ المَدَنِيُّ، وَوَسَائِلُ الإِعْلَامِ، إِيمَانًا مِنَّا بِأَنَّ العَدَالَةَ هِيَ مَسْؤُولِيَّةٌ مُشْتَرَكَةٌ.
وَأَخِيرًا، أَتَقَدَّمُ بِالشُّكْرِ الجَزِيلِ لِكُلِّ القُضَاةِ وَالمُوَظَّفِينَ الَّذِينَ يُبْذِلُونَ جُهُودًا مثمرة فِي خِدْمَةِ الوَطَنِ، وَأَدْعُو اللَّهَ أَنْ يُعِينَنَا جَمِيعًا عَلَى أَدَاءِ هَذِهِ الأَمَانَةِ العَظِيمَةِ بِكُلِّ إِخْلَاصٍ وَتَجَرُّدٍ وتفان.
القاضي الدُّكْتُور/ عَبْدُالمُؤمِن عَبْدُالقَادِر عَلِي شُجَاع الدِّين
رَئِيسُ مَجْلِسِ القَضَاءِ الأَعْلَى